تأليف: علي محمد الصلابي
يمثل هذا الكتاب جزءاً من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، وهو يتحدث عن الجذور التاريخية للأسرة الأموية، وشهادة التاريخ بين الهاشميين والأمويين، وموقف بني أمية من الدعوة الإسلامية، وعن الأمويين الذين أسلموا منذ بداية الدعوة الإسلامية وعن المصاهرات بين بني هاشم وبني أمية، وعن شخصية معاوية بن أبي سفيان وعصره رضي الله عنه، فيتطرق لأسمه ونسبه وكنيته وأسرته وعن إسلام أبي سفيان والد معاوية رضي الله عنه، وعن هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية رضي الله عنهما، وشيء من فضائله، وعن رواية معاوية لحديث رسول الله (ﷺ)، وعن الأحاديث الباطلة التي تصح في شأن معاوية مدحاً وذماً، ويتكلم الكتاب عن دور بني أمية في عهد رسول الله (ﷺ)، وعهد الخلافة الراشدة
ويبين الكتاب جهود معاوية رضي الله عنه على جبهة الشام، وعن سن نظام الصوائف والشواتي في عهد عمر، وعن تكوين أسطول إسلامي في البحر، وعن أعمال معاوية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهما، فيوضح فتوحاته في عهده، وإصراره في الطلب من عثمان السماح له بالغزو البحري، وعن غزوه لقبرص واستسلام أهلها وطلب الصلح ثم نقض القبارصة للصلح ثم فتحها
ويتعرض الكتاب لحقيقة الخلاف بين أبي ذر ومعاوية وموقف عثمان رضي الله عنهما منه ويرد الكتاب عن الشبهات التي ألصقت بعثمان كاتهامه بإعطاء أقاربه من بيت المال، وتعيينه لأقاربه في مناصب الدولة على حساب المسلمين
ويتطرق الكتاب لأسباب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه كالرخاء وأثره في المجتمع وطبيعة التحول الاجتماعي في عهده وظهور جيل جديد، واستعداد المجتمع لقبول الشائعات، ومجيء عثمان بعد عمر رضي الله عنهما، وخروج كبار الصحابة من المدينة، والعصبية الجاهلية، وتوقف الفتوحات بسبب موانع طبيعية أو بشرية، والمفهوم الخاطئ للورع وظهور جيل جديد من الطامحين، ووجود طائفة موتورة من الحاقدين، والتدبير المحكم لإثارة المآخذ ضد عثمان رضي الله عنه واستخدام الأساليب والوسائل المهيجة للناس، ودور عبد الله بن سبأ في تحريك الفتنة، وموقف معاوية بن أبي سفيان في الفتنة، ويتحدث عن مشورة عثمان لولاة الأمصار ورأي معاوية في ذلك، وعن مقتل عثمان وموقف الصحابة منه، وعن معاوية في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
ويتطرق الكتاب إلى اختلاف الصحابة في الطريقة التي يأخذ بها القصاص من قتلة عثمان، وإلى معركة صفين وإلى تسلسل الأحداث، ابتداءً من إرسال أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان لنعمان بن بشير بقميص عثمان إلى معاوية وأهل الشام، ودوافع معاوية رضي الله عنه في عدم بيعة علي رضي الله عنه ورده على أمير المؤمنين علي، وعن تجهيز أمير المؤمنين علي لغزو الشام، ,إرساله جرير بن عبد الله إلى معاوية بعد معركة الجمال لدعوته للبيعة، ومسيرة أمير المؤمنين علي إلى الشام، وخروج معاوية إلى صفين، وبداية المناوشات بين الطريفين، والموادعة بينهما ومحاولات الصلح ثم نشوب القتال ثم الدعوة إلى التحكيم
ويتكلم الكتاب عن مقتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه، وأثره على المسلمين، وعن المعاملة الكريمة أثناء الحرب المواجهة، ومعاملة الأسرى عند أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وعن عدد القتلى، وعن تفقد أمير المؤمنين علي للقتلى وترحمه عليهم، وعن موقف لمعاوية مع ملك الروم في تلك الأحداث، وعن قصة باطلة في حق عمرو بن العاص بصفين، وعن إصرار قتلة عثمان رضي الله عنه، أن تستمر المعركة وعن نهي أمير المؤمنين علي شتم معاوية ولعن أهل الشام، وعن التحكيم، وعن نص وثيقة التحكيم وعن قصة التحكيم المشهورة وبيان بطلانها، وعن حقيقة قرار التحكيم، ومكان انعقاد المؤتمر.
وأشار الكتاب إلى إمكانية الاستفادة من حادثة التحكيم في فض المنازعات بين الدول الإسلامية هذا وقد بين موقف أهل السنة والجماعة من تلك الحروب، وتكلمت عن تغيير الموازين لصالح معاوية بعد معركة صفين، وعن المهادنة بين أمير المؤمنين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وعن استشهاد أمير المؤمنين علي واستقبال معاوية خبر مقتله
ثم تحدث عن المشروع الإصلاحي الكبير في عهد الحسن بن علي والذي توج بوحدة الأمة وذلك بتنازل الحسن بالخلافة لمعاوية رضي الله عنهما، وأشار إلى مراحل الصلح وشروطه وأسبابه ومعوقاته ونتائجه، كما وضح الفقه الكبير في مقاصد الشريعة وفقه المصالح والمفاسد وفقه الخلاف الذي تميز به الحسن بن علي والذي بنى عليه مشروعه الإصلاحي العظيم والذي ترتب عليه دخول الأمة الإسلامية في مراحل جديدة تم فيها بيعة معاوية رضي الله عنه من كافة الصحابة الأحياء وأبناء الأمة، ووضح صفات معاوية رضي الله عنه، ونقل ثناء العلماء عليه، وأشار إلى دخول دولة بني أمية في خير القرون واليت قال فيها رسول الله (ﷺ): “خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”، وتحدث عن عاصمة الدولة الأموية وأحاديث الرسول (ﷺ) في فضائل أهل الشام، وعن أهل الحل والعقد في عهد معاوية رضي الله عنه، وعن الشورى، وحرية التعبير وعن سياسته الداخلية، من الإحسان إلى كبار الشخصيات من شيوخ الصحابة، وأبنائهم، وحسن علاقته مع الحسن والحسين وابن الزبير وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم
وتعرض لموقف معاوية من قتلة عثمان بعدما أًصبح أمير المؤمنين، وكذلك مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه، وموقف عائشة أم المؤمنين من مقتله، كما أوضح حرص معاوية على مباشرة الأمور بنفسه وتوطين الأمن في خلافته، فتحدث عن مجلسه في يومه، وعن الدواوين المركزية التابعة له، كديوان الرسائل، وديوان الخاتم، وديوان البريد، وعن نظام الحجابة، والحرس، والشرطة، وعن حسن اختياره للرجل والأعوان، وعن استخدامه للمال، وإتباعه سياسة الشدة واللين، وسياسة المنفعة المتبادلة بين بني أمية ورعيتهم، واتخاذه سياسة إعلامية للإشادة به وبخلافته، وعن اهتمامه بجهاز الاستخبارات، وبناء الجيش الإسلامي وتطويره وعن فقهه الكبير في سياسة الموازنات بين القبائل، والعشائر، وأعيان المجتمع وعن سياسته مع الأسرة الأموية
وتكلم عن حياته في المجتمع وعن اهتماماته العلمية والتاريخية والشعرية واللغوية والعلوم التجريبية، وأفرد مباحثات في علاقته بالخوارج، ووسائله في تحجيم دورهم وإضعافهم، وبين النظام المالي في عهده، ومصادر دخل الدولة، كالزكاة، والجزية، وعن النفقات العامة، كالنفقات العسكرية، وأثارت قضية الشبهات حول مصارف الأموال في عهد معاوية وناقشها بعلم وإنصاف. وأفرد مبحثاً عن القضاء في عهد معاوية، والدولة الأموية، وصلته بالعهد الراشدي، وتخلي الخلفاء عن ممارسة القضاء وفصل السلطات
نشر سنة 2011
620: عدد الصفحات
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر