.هذا الكتابُ يَصدُر لأوّلِ مرّةٍ مُحقَّقاً على أربع نُسَخٍ خَطِّيّةٍ، منها نُسخَتَانِ خَطِّيتانِ قريبتا العهد بالمؤلِّف رحمه الله، بل إحداهُما منسوخةٌ عن خطِّه
وفي حياته، وهما معتَمَدتانِ في الضّبط والتوثيق في مُجملهما
جمع فيه المؤلِّفُ ـــ رحمه الله ـــ ين الرواية والدراية، وأودع خلاصةَ ما في شروح البخاري المتداولة المشهورة ولبابَها، وزُبدةَ نَتائج شُرَّاحها؛ وذلك
كشرح الحافظ ابن حجرٍ والعَينيِّ والقَسْطَلانيِّ والكَرْمانيِّ والبِرْماويِّ والزّركَشِيِّ والدّمَامِينيِّ، فلا يكاد المُطّلِعُ يجدُ مسألةً دقَّتْ أو جَلّتْ في الشروح
المذكورة إلا وساقها المؤلِّف في شرحه، مع ما اعتُرض على كلام الشّرّاح المذكورين في شروحهم، كل ذلك في أسلوبٍ من الحُسْن رَفِيع، وعَرْضٍ للكلام
بتلخيصٍ واختصارٍ بديع، فسار مسيرةَ الأمثال، وعزَّ أن يلقى في الشروح له مثال، فما أُودِعَ فيه من الدقائق شاهدُ صدقٍ على كماله، ليس بالطويل المُمِلّ، ولا
بالقصير المُخِلّ، يَبتَلِجُ عنه وجْهُ المَعنَى، ويَبتهِجُ ببيان المَبْنَى، مع بيان ما أَشكَلَ إعرابُه، واستعْجَمَتْ منه عِرَابُه
كما يَلْحَظُ المُطالِع في ثنايا هذا الشرح الماتع منهجاً علمياً متميزاً، وشرحاً زاخراً بجملة من الفوائد والمسائل والنّكات، لكنّ الوقتَ ضاق بمؤلِّفه عن إكماله، فلم
يُكتَبْ له أنْ يتمّه، ووقف فيه عند كتاب العتقأهمِّيةُ الكِتابِ وميِّزَاتُه
أودع المؤلِّفُ شرحَه هذا نسخةً من ((صحيح البخاري)) قام بكتابتها وتصحيحها نحواً من عشرين سنة، حتى صارت نسخته يرجع إليها من جميع الأقطار
الاهتمام بذكر نُسَخِ ((صحيح البخاري)) ورواياتها، وتوجيهها واستظهار بعضها
الاعتناء ببيان غريب الكلمات، والأعلام، ووجوه الإعراب، ومناسبات التراجم والأبواب
تعيينُ أوّلِ مَنْ شَرَحَ جُملةً من جُمَل الصّحِيحِ، ومَنْ تبعه على ذلك أو خالفه
إيضاحُ كلام الشّرّاح، وما أُبهم عليهم واستُشكل أثناء شروحهم، أو على غيرهم
ذكر تراجم مفيدة للأعلام الواردة في الأسانيد
إيراد فقه الإمام الشافعي في مواضع كثيرة
كثرة الرّدِّ والتعقّبِ والاستدراك على الشرَّاح
كثرة التحقيقات المفيدة، والترجيحات والمناقشات التي انفرد بها عن باقي الشروح
أما مؤلِّفُه فهو
الشّيخُ العَلّامةُ عبدُ الله بنُ سالِمِ بنِ مُحمّدٍ البَصرِيّ منشأً، المَكِّيّ مولداً ووفاةً (1049- 1134هـ)، فقيهٌ شافعيّ، من العلماء بالحديث
له من المؤلّفات: ((الإمداد بمعرفة علوّ الإسناد)) وهُو ثَبَتُ رواياتِه، جمعه ابنُه سالم المُتوفّى سنة (1160هـ)، و((ضياء الساري في مسالك أبواب البخاري))، وهو
كتابنا هذا، و((رسالة في الأحاديث النبويّة)) عدّتُها تسعةٌ وعشرون حديثاً
تأليف الإمام عبد الله بن سالم البصري
تحقيق لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب
عدد: 18 مجلد
الناشر: دار النوادر