يُعتَبرُ هذا الكتابُ إثراءً جديداً للمكتبة الإسلاميَّة، وخِدمةً مُتَميِّزةً للسنَّة النبويَّة المُطهَّرة، وذلك مِنْ خلال بحثٍ حَدِيثيٍّ متميِّزٍ ومُختَصٍّ عن تابعيٍّ جَلِيل، ورَاوٍ أَصِيل، أخذَ كَثِيراً مِنْ رِواياتِه عن أفواه الصحابة رضي الله عنهم، ألا وهُوَ التَّابِعيُّ الجَلِيلُ شَهْرُ بنُ حَوشَبٍ، والذي يُعتَبَرُ مِنَ الرِّجَالِ المُكِثرينَ في الرِّواية.
كما تَنْبُعُ أهمِّيةُ هذا الكتابِ مِنْ كَونِه مُختَصَّاً اختصاصاً دَقِيقاً بعِلْمِ الرِّجَالِ والعِلَل؛ وما لذلك مِنْ أَثَرٍ كَبِيرٍ في قَبولُ الأحاديثِ ورَّدِّها.
وقد تَميَّزَ هذا الكتابُ في كَونِه:
1) البَحثَ العِلْمِيَّ الأوَّلَ المُتَخصِّصَّ والمُفرَدَ، والذي يتحدَّثُ عن هذا التَّابعيِّ الجَلِيلِ ومَروِيَّاتِه.
2) كما يُعَدُّ عَمَلاً مُتميِّزاً في نَقدِ رِوايات هذا التَّابعيِّ الجَلِيلِ خاصَّةً، وتَحرِيرِ رُتْبتِه العِلْمِيَّةِ مِنْ حَيْثُ الضَّبْطِ وَالتَّوثِيق، والجَرحِ والتَّعدِيل، وتَحرِيرِ سَماعِه ببيانُ رِواياتِه المُتَّصِلة منَ المُرسَلة.
3) كما تَميَّزَ بِجَمْعِ كَلامِ المُحَدِّثِينَ والحُفَّاظِ حَولَه، وتَجْلِيةِ مَوقِفِهِم منه نَظَراً وتَطبِيقاً، والإفادةِ في ذلكَ مِنَ الثَّروَةِ الحَدِيثيَّةِ التي وصلَتْنا في كُتُبِ السُّنَّةِ والرِّجالِ والعِلَل.
وقد حَوَى هذا الكتابُ في بابه الأوَّلِ ترجمةً مُوَسَّعةً لهذا التَّابِعيِّ الجَلِيل، وكلامَ النُّقَّادِ فيه، وتَحرِيرَ مَرتَبتِه، وذلك من خلال كُتُب الجَرح والتَّعديل والتَّرَاجِمِ والسِّيَر والمَرَاسِيل وَغَيرِها، مع توثيقِ النُّقول من مصادرها الأصِيلَةِ، ونقدِ ما يحتاج لذلك.
أما البَابُ الثَّانِي فقد تَضَمَّنَ مَروياتِه المَنثُورَةِ في كُتُبِ السُّنَّة، إضافةً إلى مَرَاسِيلِه عنِ النَّبِيِّ (ﷺ)، وعنِ الصَّحابةِ رضيَ الله عنهم، وذلك مِنْ خِلالِ التَّتبُّعِ في كُتُب السنَّة المُشَرَّفة والأجزاء الحديثية حَسَبَ الجُهْدِ والطَّاقة.
كما تمَّ تَرتِيبُ الرِّواياتِ على مَسانِيدِ الرُّواةِ عنهُ، وترقيمِها وفْقَ رَقَم عامٍّ للرِّوَاية، ورَقَمٍ خَاصٍّ ضِمْنَ المُسنَد.
أما صاحبُ التَّرجَمةِ فهو:
التَّابعيُّ الجَليلُ شَهْرُ بن حَوْشَبٍ الأشعريُّ الشَّاميُّ الدِّمِشْقِيُّ (20 – 100هـ)، فقيهٌ قارِئٌ، مِنْ رِجالِ الحَدِيثِ، شاميُّ الأصل، سَكَن العِراقَ، وَوَلِي بيتَ المَالِ مُدَّة.
قالت عنه عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رضي الله عنها: مِنْ نُسَّاك أهلِ الشَّام. رواه أبو يعلى في ((مسنده)) (4269).
وقال الطَّبَرِيُّ في ((طبقات الفقهاء)): كان فقيهاً قارئاً عالماً. ((تهذيب التهذيب)) لابن حجر (2/ 183).
وقال الذَّهَبيُّ: مِنْ كِبارِ عُلَماءِ التَّابِعِين. ((سير أعلام النبلاء)) (4/ 372).
وقال أيضاً: كانَ عالِماً كثيرَ الرِّواية حَسَنَ الحَدِيث. ((العِبَر في خَبر مَنْ غَبَر)) (1/ 119).
وقال ابنُ كثير: تابعيٌّ جليلٌ، كان عالماً عابداً ناسكاً. ((البداية والنهاية)) (13/ 63).
أما مُؤلِّفُ الكِتابِ فهُوَ:
الشَّيخُ الدُّكتُور سامي بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العَزِيز خَيَّاط، مُستشارُ مُدِيرِ عام فَرعِ الرِّئاسة العامَّة في هَيئَةِ الأمرِ بالمَعرُوفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ في مكَّةَ المُكَرَّمةِ، ورَئِيسُ قِسْمِ الدِّرَاساتِ الإسْلاميةِ بِكُلِّيةِ التَّرْبِيةِ في جامعةِ شَقْرَاءَ بالدَّوادِميِّ بالمَملكةِ العَرَبيَّةِ السُّعودِيَّة.
وُلِدَ في جَدَّةَ بالمملكةِ العَربية السّعودِيَّة سنةَ (1387هـ-1968م).
وحصل على شهادة البكالوريوس في الكتاب والسُّنَّةِ مع الدبلوم التربوي من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى سنة (1417هـ-1996م) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان الأول على دفعته.
كما حصل على درجة الماجستير في الحديث وعلومه من الجامعة ذاتِها، سنة (1426هـ-2005م)، بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتداولِها بَينَ الجامعات.
كما حَصَلَ على شهادة الدكتوراه في التَّخَصُّصِ ذاتِه ومِنَ الجامعةِ ذاتِها سنةَ (1431هـ-2010م) بتقديرٍ مُمتازٍ مع مرتبة الشَّرَفِ الأُولى.
له من المؤلَّفات:
((منهج الإمام البخاري في تحسين الأحاديث وتعليلِها)) رسالة الماجستير.
((شهر بن حوشب، ومروياته في ميزان النقد)) أطروحة الدكتوراه، وهو كتابنا هذا.
((الحجة والبرهان على حد من قذف أم المؤمنين بالإفك والبهتان)).
((إعلان النكير على المفتونين بالقتل والتدمير)).
((غذاء الألباب في شرح حديث معاذ بن جبل: إنك تأتي قوماً أهل كتاب)).
((صراط الله المستقيم في ضوء القرآن والسنة)).
((نَثرُ الفوائد في تخريج أحاديث تخليل اللحية ونَثرِ الخَرَائِد)).
((ما يشرع زيارته وما لا يشرع في مكة والمدينة)).
((الحقُّ المُبِينُ في وَصِيَّةِ خادِم الحرمين الشريفين للصحفيين)).